مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
الأوسمة : عددالمساهمات : 12 نقاط التميز : 43 السٌّمعَة : 7 الدولة : المتصفح : تاريخ التسجيل : 13/02/2014
موضوع: زهد النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ الخميس فبراير 13, 2014 9:11 am
زهد النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ
زهد النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ سيد الزهاد وقدوة العباد محمد صلى الله عليه وسلم، أتته الدنيا وهي راغمة تعرض نفسها، وتعلن عرسها، وتضع بين يديه ما انتهى إليها شمسها،
لكنه زهد فيها وصرف وجهه صفحاً عنها وقال :
((مالي وللدنيا))
(رواه البخاري)
وهو الذي لو شاء لأجرى الله له جبال الدنيا ذهباً وفضةً، أتدري لمه ؟، ليقينه بحقارتها، وسرعة فنائها، فهي دار ممر لا دار مقر، وأن العبد مهما تفانى في جمع حطامها فلن يخرج منها إلا بقطعة كفنه، عزاءه :
{وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}(الأعلى:17)،
مرتجزه : ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)) (رواه البخاري).
خيِّر بين أن يكون ملِكاً نبياً، وبين أن يكون عبداً رسولاً؛ فاختار أن يكون عبداً رسولاً، يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال - ثلاثة أهِلَّة في شهريْن- ولم يوقد في بيته نار، بل لم يشبع عليه الصلاة والسلام من خبز الشعير ثلاث ليالٍ متواليات؛ وقد يبيت ليله طاوياً لا يجد فيه ما يسد به رمقه، أو يقيم به أوده، سبحان الله سيد الدنيا لم تعرف الدنيا إلى نفسه أو بيته طريقا!
أبقى الدنيا في يده ولم يساورها قلبه، ولذا آثر حياة الزهد والقلة على عيش الترف والبذخ، حتى ناجى ربه، وابتهل إليه بأن يجعل رزقه كفافاً:
((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)) (رواه مسلم).
ترى الزعماء في الدنيا يبتنون القصور ويسكنون فاخر الدور، أما سيد الزعماء فقد كان لبيته قصة زهد أيضاً فهو من الطين؛ أطرافه متقاربة، وسقفه منخفض، أما فراشه وأثاثه فقطيفة مثنية، وجلد،
دخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو مضطجع على حصير قد أَثَّرَ في جَنْبِهِ، ولا يرى في خزانته صلى الله عليه وسلم إلا قبضة من شعير ومثلها قبضة من قرظ، وأَفِيقٌ مُعَلَّقٌ (الجلد الذي لم يتم دباغه)، فتبتدر عينيه الدمع، فيسأله المصطفى صلى الله عليه وسلم عن سببه، فيقول: يا نَبِيَّ اللَّهِ وما لي لَا أبكى! وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، فيطيب نفسه ويجلي له الحقيقة بقوله:
((يا ابن الْخَطَّابِ ألا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لنا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا))(رواه مسلم).
عجيب والله يموت أحد أثرياء الدنيا، فيخلف الأموال الطائلة، والعقارات العظيمة؛ أما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد مات ودرعه مرهون عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير،
مات ولم يخلف قصراً ولا بستاناً ولا أرصدة...؛ فقد كان بأبي هو وأمي يأنف الدنيا، ولا يطمع في طول البقاء فيها، فإذا أتاه مال جاد به على مستحقيه؛ حاله كما قال الشاعر: