مرحبا أيها الزائر الكريم, قرائتك لهذه الرسالة... يعني انك غير مسجل لدينا في المنتدى .. اضغط هنا للتسجيل .. ولتمتلك بعدها المزايا الكاملة, وتسعدنا بوجودك
الأوسمة : عددالمساهمات : 12 نقاط التميز : 43 السٌّمعَة : 7 الدولة : المتصفح : تاريخ التسجيل : 13/02/2014
موضوع: صبر النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ الخميس فبراير 13, 2014 9:12 am
صبر النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ
صبر النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ
تعرض نبينا عليه الصلاة والسلام لأنواع كثيرة من الابتلاءات، وعاش صابراً محتسباً صلى الله عليه وسلم، فقد صبر على قلة ذات اليد، وشظف العيش، حتى كانت تمرُّ عليه وعلى أهله ثلاثة أهلة وما يوقد في بيوته صلى الله عليه وسلم نار. (رواه مسلم)،
فلقد صبر عليه الصلاة والسلام على خشونة العيش، وشدة الجوع، حتى إن صوته ليضعف من شدة جوعه،
قال أبو طلحة لأم سليم: "لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟" قالت: "نعم"، ثم أخرجت أقراصاً من شعير ثم أدخلتها في خمار لها، ثم أرسلت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه البخاري)
وكان مثلاً للصابرين فهو القائل:
(ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر) (رواه البخاري).
نام صلى الله عليه وسلم مرة على الحصير حتى أثَّر في جنبه، فرآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على تلك الحال فبكى، وقال: يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته! وهذه خزانتك؟ فقال:
((يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة، ولهم الدنيا!)) (رواه مسلم).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لقد أخفت في الله -وما يُخاف أحد- ولقد أوذيت في الله -وما يؤذى أحد- ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)
وقد ذكر لنا واحدة من ابتلاءاته يخاطب زوجته عائشة:
(لقد لقيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب) (رواه البخاري)
وقد نال الكفار والمنافقون من عرضه وشرفه وعقله وأهله، ومكروا به مكراً كباراً، وكادوه كيدا عظيماً، فعرف الصبرَ حقيقةَ معناه، وفتح له أبواباً لم تكن بمبناه، ليعرفها الصابرون من بعده بمثل هذه الأساليب النبوية القيادية الحكيمة التي تنم عن سعة صدر النبي عليه الصلاة والسلام، وأناته وموافقته للصبر الذي أمره الله تعالى به في قوله :
ليعلمنا أمرين أولهما: دقة وحسن تطبيقه لأوامر الله، ثانيهما: أنه مهما بلغ بنا من الأذى أو جفاءِ المخالف، أو فظاظةِ الألدِّ الخصم، فإن الأسلوب النبوي هو المراعاة والإحسان بالقول والفعل؛ والصبر الجميل، فالإنسان عبد الإحسان، وطالما استعبد الإنسان إحسان، فإن الكلمة تأسر ما لا يأسر السيف البتار، وتسلب ما لا يسلب الجيش الكرَّار.